روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | لخْمَــة الملــتزمات!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > لخْمَــة الملــتزمات!


  لخْمَــة الملــتزمات!
     عدد مرات المشاهدة: 2452        عدد مرات الإرسال: 0

أصبح العالم الآن مجتمع مفتوحاً وتداخلت الثقافات فيما بينها بوسائل عدة مرتدية زي العولمة والتمدن، ولو سلطنا الضوء على التزام البنت وهيئتها، وقد ترامى لأسماعنا مصطلح لخمه وهو جديد على قاموس اللغة العربية وعلى مجتمعنا ولكن الأغرب مَن نالت هذا اللقب الملتزمة

¤ صورة طيبة:

تقول إسراء عاطف أرفض تعميم الأمر فهذا الموضوع يختلف حسب الشخصية بغض النظر عن إن كان الشخص ملتزماً أم لا، فالملتزمة لا يعني أنها تنعزل عن الناس فهي في مجتمع مفتوح سواء في الدراسة أو العمل وهذا الأمر يتطلب منها الجرأة ولكن ليس معنى ذلك التخلي عن حيائها.

وتشير إسراء بأنها كانت تسافر بمفردها للجامعة وكانت تتعرض لمواقف عدة وصل الأمر بها للسرقة ومحاولة إختطاف ولكن ثباتها أمام الموقف جعلها تستطيع الخلاص من هذه العواقب.

وعن أسباب هذه الظاهرة وملازمتها بالإلتزام هو تجنب الملتزمات للمواقف التي تجبرها على الإختلاط، وكذلك المفهوم الخاطئ الراسخ في عقول العامة أن الفتاة التي لا تختلط بالشباب فهي لخمه وتغرق في شبر ميه.

كما أشارت إسراء لكونها منتقبة أن هذا الأمر كان عائقاً لها في بعض المواقف خاصة لما هو راسخ في أذهان الكثير بما يخص الملتزمات والمنتقبات تحديداً، لكن أصبح الآن هناك بعض الوعي فأصبح التزام البنت وطبيعة شخصيتها طاغياً لإجبار الآخرين للإلتزام بمعاملتها بشكل لائق ومحدود، وكان الموضوع بالنسبة لي أشبه بالمعركة لإثبات الذات من ناحيتي وإثبات أن الملتزمات غير منطويات أو لخمه.

¤ البيئة المحافظة:

ويقول أحمد شاهين أن لخمة البنت لا علاقة له بكونها ملتزمة ويرجع سبب هذه اللخمة إلى التربية والبيئة المحيطة بها منفتحة كانت أو منغلقة بغض النظر عن أنها التزمت أم لا.

¤ المفاهيم الخاطئة:

وعن أسباب إنتشار هذه الظاهرة تؤكد سالي سمير بأن لخمة البنت قد تكون نابعة من بعض المفاهيم الخاطئة فمثلا بأن التعامل مع الرجال حرام!!! وكذلك قلة الخبرة والإحتكاك بالعالم الخارجي فهن مرهونات داخل البيوت لا يعرفن سوى البيت والجامعة -أغلبهن وليس كلهن- فالأمر ليس بالهين ويحتاج إلى تربية منذ البداية وإلى إعطائهن إحساس بالثقة وأنهن قادرات على ذلك، مش لخمة.

¤ الثقـة بالنفـس:

وأكدت رضا رشاد بأن الثقة بالنفس صفة مرتبطة بالبنت لكونها ملتزمة تحسن التصرف في المواقف المختلفة وقدرتها للتمييز بين الجرأة والحياء وعدم إستسلامها كملتزمة للشائعات المنتشرة بالمجتمع التي تصل بالمرأة لعدم الحراك الإجتماعي وتصل لما يسمى -طوبة- أو كما يقال -تمشي جنب الحيط- فقلة الثقة بالنفس هي التي تؤدي بالبنت إلى اللخمة.

¤ طـرق العــلاج:

يؤكد أشرف قمر وجود بعض الطرق للتخلص من هذه المعتقدات الشائعة والثقافة المغلوطة بالمجتمع بضرورة وجود إعلام مثقف لمواجهة وتغيير هذه الثقافات الموروثة إلى الفكر الوسطي ونشر الداعيات القدوة والمثقفات وتأهيلهن، وأشار بأن كثرة الحياء قد تؤدي إلى الحياء المذموم -لا حياء في طلب العلم- فالحياء صفة محمودة أما غير ذلك فهي صفة غير محمود يترتب عليها الكثير من العقبات والأضرار.

وعن الزوجة اللخمة يقول أشرف قمر أنه لا يوجد رجل طبيعي يحب أن تكون زوجته لخمة قائلاً بأن هذا نوع من الضعف وقلة ثقة الرجل بكينونته مما يدفعه إلى الضغط والديكتاتورية -سي السيد- لإثبات رجولته وثقافته ومفاهيمه.

تقول هند على مدرسة لغة عربية وتربية إسلامية 39 سنة إن الفتاة الملتزمة في أغلب أحوالها لخمة ولا تجيد التصرف في أغلب المواقف الحياتية وترجع ذلك بسبب الحماية الزائدة من قبل الآباء والأمهات على الأبناء.

وتذكر لنا مثالاً على ذلك أن إحدى زميلاتها في العمل قالت لها إنها قامت بتجهيز إبنتها بنفسها عند الزواج ولم تدعها تشتري أي شيء بمفردها بل إنها زادت على ذلك بأنها ستقضي لها حاجياتها المنزلية بعد الزواج.

وتؤكد إيمان حسام 22 سنة ليسانس تربية وباحثة في مجال علم النفس التربوي أن الفتاة الملتزمة بالفعل لخمة وذلك لعدة عوامل نفسية وإجتماعية أهمها:

1= الخبرات المسبقة من الآخرين والتي مفادها صعوبة التعامل مع الواقع الخارجي وصعوبة الحياة.

2= خبرات واقعية مرت بها الفتاة مما أدى إلى شعورها بالإحباط والخوف من مواجهة الآخرين والتعامل معهم.

3= الخوف من التعامل مع الجنس الآخر -الذكور- وما يتبعه من عدم تقدير للذات.

وتقول هبة عبد الناصر 29 سنة ليسانس آداب قسم صحافة إن الأخت الملتزمة ليست في أغلب الأحوال لخمة وإنما ترجع لخمتها حسب الموقف الذي تتعرض له وحسب الظروف المحيطة بها.

تري الدكتورة سلوى المنوفي أخصائية أمراض نساء وتوليد بأن الفتاة الملتزمة هي فتاة تتسم بالحياء والرقة وللأسف صفة الحياء صفة غير مقبولة في المجتمع فأصبح المجتمع يفسر هذا الحياء على أنه لخمة، وأوضحت من جانبها أن الفتاة الملتزمة هي فتاة ذات شخصية قوية وواثقة من نفسها وذلك لأنها صاحبة قرار الإلتزام وما له من تبعات.

وأرجعت أسباب هذه اللخمة التي تمر بها بعض الفتيات أن ذلك يرجع إلى نوع من أنواع الضعف النفسي المشترك بين جميع المصريين وبأن الفتاة الملتزمة دائما ما تكون في موضع النقد والإتهام الدائم والهجوم المستمر وذلك يجعلها دائما في موقف الدفاع في ظل ذلك الضغط النفسي عليها، كذلك لغة الحوار في المجتمع أصبحت لغة حوار متدنية وذلك يصعب الأمر على الفتاة الملتزمة، كذلك إنحسار الفتاة الملتزمة في المرحلة الجامعية وما قبل الجامعية في دائرة معارف ضيقة جعلها تشعر بالصدمة عند خروجها من هذه الدائرة الضيقة إلى الدائرة الواسعة في مرحلة ما بعد الجامعة والعمل، ولذلك فهي توصي الفتاة الملتزمة بضرورة الوقوف بصلابة أمام هذه التحديات التي تواجهها وأنها يجب عليها أن تدافع بكل قوة عن رسالتها التي إرتضتها لنفسها بل وتكون في أقوى صورة لها حتى تكون قدوة للآخرين.

تحقيق: أماني.. خديجة.. آيات.

المصدر: موقع منارات.